Saturday 5 May 2007

قصه للكاتبه الجزائريه ندى مهرى


عطرى المضاد للاكتئاب

عطرى المضاد للاكتئاب غبت فتره طويله و لما رجعت و جدت صديقتى بأنتظارى فى المطار و على غير طلتها الربيعيه المنعشه,وجدت تصدعا كبيرا بعينيها أربك فرحه لقائى بها و فورا بدأت بقعى "تفور" استرقت النظر الى وجهها لعلنى أعثر على شرح مستتر لما حل بها فوجدت فصل شتاء كاملا يهطل داخلها و هى شمس سخيه تسكب أشعتها الدافئه على كل من حولها دون استثناء بابتسامتها الصافيه و بألحان روحها العذبه بل و أسميتها عطرى المضاد للاكتئاب ,لأن حضورها يبدد كل ضجيج تحدثه فى عوالم هذه المدينه الواسعه و المتوتره ,فتصبح هى مدينتى ,ليس لأننا ننتمى لوطن واحد , وليس لأنى اكثر غربه منها بل لأن جذورها مزيج رائع من وطننا ,و من هذا الوطن مسقط غربتى و كلما انتابتنى نوبه حنين أحول موجه انتمائها على أثير الوطن , و كلما أصبت بخيبات و أحزان أحول موجه ضحكتها على أثير هذه المدينه و كثيرا ما تسافر بى الى عالمها الذى لا تزال مقيمه و عاشقه دائمه فيه لسنوات حتى أصبح هويتها و تدخل في تفاصيل أفكارها و مواعيدها و أكلها و ملبسها و طريقه نومها عالم أوشك أن يكون قدرها و فجأه سافر هو عالمها موقعها صك (حب يغازل نسيان) و يا لدهشتى كم يسكنها أمل عنيد بأنه عائد اليها محلقا من مدن الربيع بعدما تركها طريحه الوجع فى مدن الملح غيابه خاف فجيعه فى مقلتيها ,لطالما اتهمتنى بأننى كثيره "التبقع" و تحليلها لنظريتها تلك أننى كلما امتلأت ضيقا من مواقف أحزنتنى و أثقلت كاهلى أحزن كل شىء فى ذاكرتى على شكل بقع دون نسيان لأدنى التفاصيل حتى لأمور لن تحدث لى مجددا ,ضحكت كثيرا من نظريتها ولكنى اقتنعت بها من داخلى و أصبحت البقع مصطلحا لجميع معارفنا وأحيانا شفره سريه سفره أصاب روحك بالعطب و ترك الكثير من الخراب التى لا تظهره جسارتك المعهوده سفره أتعب قلوب أحبتك ... سفره اغتيال لأيامك المقبله و أقامه أجباريه بين ألغام ذكرياته و كيف لى أن ألملم كل هذه البقع التى تسكن محارة روحك أيتها الصديقه بل و كيف لى أن ألملم تلك التى تتقاطر من جسدك -و جميع الأطباء و التحاليل أكدت أن لا شىء بجسدك فمن أين أتتك هذه البقع ألم نتفق أنها مجرد دعابه مضاده لأحزاننا و لكاذا هى الأن تحاصرك و توتر يومك و تؤرق ليلك و تزيد لغيابه عنك قلقا أضافيا هنيئا لك أيها المسافر هنيئا بحب صديقتى لك يا من أغرقت أخر الناجين من أحلامها فى مرافىء عينيك الهاربتين يا رجلا تعلم فنون الرمايه فى سويداء القلب و فنون القبليه فى أغتيال الحب و تركت لها غير بقع تعصر جسدها و روحها لوثه أتمنى أن تزول

1 comment:

Unknown said...

هذه قصة جميلة مكتوبة لا بالحروف و حسب بل بالأحاسيس والصدق يطل من بين ثناياها
محمد صوف من المغرب

 

web counters
Overstock Coupons