الارهابى البرىء

استيقظت من نومى على جرس الهاتف كان الوقت متأخر انها الثانيه بعد منتصف الليل بنتابنى شعور بالقلق عندما يتصل بى احد فى هذا الوقت المتأخر تمنيت ان يكون سبب المكالمه خير السلام عليكم كيف حالك يا محمد انه من اعز اصدقائى اعرفه منذ طفولتى عندما سمعت صوته فى الهاتف شعرت باطمئنان استشعرت فى صوته فرحه عارمه مضى وقت طويل على سماعى لهذه النبره فى صوته و تحول قلقى من سبب المكالمه الى فضول الى معرفه سبب فرحه محمد و قبل ان اسأله قال حدث ما كنا ننتظره منذ زمن ولكن لن اخبرك عليه فى الهاتف اصعد الى شقتى الان فأجبت بالموافقه و انا صاعد على السلم لم يتوقف عقلى عن التفكير فيما حدث و كنا ننتظره منذ زمن و ما سر هذه الفرحه الشديده التى يشعر بها محمد و اخذت امارس هوايتى فى التخمين و لكنى فشلت فى معرفه سبب الفرحه و الشىء الذى كنا ننتظره و صلت الى شقه محمد و جدته منتظرا على الباب و الفرحه فى عينيه غير عاديه عندما تنظر اليه تتيقن انه اسعد انسان على وجه الارض و لكنه بكى من شده الفرح سئلته ماذا حدث رد فى جمله واحده تحدد موعد خروج هاشم من المعتقل هاشم هو الاخ الاكبر لمحمد و مثلى الاعلى يكبرنى تقريبا بعشر سنوات لطالما احببت ان اكون مثله كان شابا بدون مبالغه مثالى مثقف ومتدين و متعلم و رياضى لقد تعلمت الكثير منه علمنى الايمان بالله و الصلاه و القرأن و كان يأخذنى الى المسجد و كان يلعب معنا كره القدم و تنس الطاوله كان محبوبا من كل الجيران قضيت مع هاشم احلى ايام عمرى و لكن فجاءه حدث ما لم يكن متوقع تم اعتقال هاشم نزل الخبر على كصاعقه من السماء كيف ؟و لماذا؟ السبب انه مشتبه به انه عضو فى جماعه ارهابيه متطرفه من يصدق هذا هاشم ارهابى كل من يعرفونه لم يصدقوا هذا و لكن ما الفائده فهم مقتنعون بذلك فعلنا كل شىء لكى نصل الى هاشم و لكن لا جدوى و مضت الايام و السنوات اكثر من عشرون سنه و نسمع اخبار عنه ولكن لانراه كان يرسل جوابات من حين لأخر ليطمئنا عليه و بعد مضى كل هذه السنوات بكل بساطه سوف يتم الافراج عن هاشم كيف هذا بعد ان دمروا حياته وهل سيكون هو الذى عرفناه منذ عشرين سنه ام ستتحول حماستهو حبه لبلده الى كره و غضب عموما السؤال الذى يطرح نفسه الان كم هاشم فى مصرنا الحبيبه انا اعرف ان هناك الكثير يحملون افكار متطرفه ولكن هذه لن تكون طريقه الحل يجب ان يكون الاعتقال اخر طريقه لحل المشكله اتمنى ان نضع برنامج لنبذ العنف و التطرف لس فى الدين فقط و لكن فى كل شىء نقوم بعمل دعوه لنبذ العنف و التعايش بسلام نقوم بعمل برنامج يقوم على اسس علميه لنبذ العنف و زرع القيم المتسامحه فى المواطنين و يجب ان نعطى للفكر الدينى فرصه ليثبت نفسه و نعطى لاصحابه المعتدلين الفرصه على الاقل نعطى له فرصه مثل التى يحصل عليها المطربين و المطربات و اهل الفن و ما اكثرهم فى مصرنا الحبيبه